كتبت: دعاء محمد
افتتح المركز الثقافي الكوري في القاهرة “أكاديمية الطعام الكوري”، وهي دورة تدريبية تمتد لثلاثة أسابيع تهدف إلى توفير فرصة لاستكشاف ثقافة الطعام الكوري التقليدي، المعروفة باسم “هانسيك”. تتيح الأكاديمية للمشاركين التعرف على فنون الطهي الكورية وتجربة تحضير أطباق مميزة بأنفسهم، مما يعزز التبادل الثقافي بين مصر وكوريا.
تم اختيار 120 مشاركًا من بين 1200 متقدم للمشاركة في الدورة، التي بدأت في 12 أغسطس وتستمر حتى 2 سبتمبر، تحت إشراف الشيف الكورية هونج سينج هي، خبيرة علم التغذية ومسؤولة مراقبة الجودة في العديد من شركات الأغذية. سيتعلم المشاركون الكثير عن ثقافة الطعام الكوري والأطباق التقليدية الخاصة بعدد من الأقاليم الكورية مثل “جانج توك”، فطيرة الخضار مع معجون الفلفل الحار، و”توك كالبي”، الضلوع المشوية. بالإضافة إلى تذوق الأطباق التي يجري إعدادها، سيستمتع المشاركون بتجربة الطهي بأنفسهم، مما يمكّنهم من تحضير أطباق كورية في منازلهم باستخدام المكونات المحلية المتاحة.
نبذة عن المطبخ الكوري
يتميز المطبخ الكوري بتنوعه وتوازنه الغذائي، حيث يعتمد على مكونات طازجة وأطباق متوازنة تجمع بين الأرز، الخضروات، واللحوم. من أشهر الأطباق الكورية الكيمتشي، وهو نوع من المخللات التقليدية المصنوعة من الخضروات المتخمرة والفلفل الحار. يركز المطبخ الكوري على تقديم وجبات صحية تعزز المناعة وتدعم الصحة العامة، مما يجعله مثاليًا للأشخاص الذين يسعون لنمط حياة صحي.
أهمية ثقافة الطعام حول العالم
تعتبر ثقافة الطعام جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعوب، فهي تعكس تاريخهم، تقاليدهم، وأساليب حياتهم. من خلال الطعام، يمكن للناس استكشاف ثقافات مختلفة والتعرف على عادات وتقاليد جديدة. تعزيز ثقافة الطعام عبر العالم يساهم في تعزيز التفاهم والتواصل بين الشعوب، ويعزز من روح التعايش والتسامح. في هذا السياق، تأتي أكاديمية الطعام الكوري لتعزز من هذا الفهم المتبادل بين الثقافتين المصرية والكورية.
أهمية الأكاديمية في تعزيز التبادل الثقافي
تهدف أكاديمية الطعام الكوري، وهي إحدى الفعاليات السنوية للمركز الثقافي الكوري، إلى نشر ثقافة الطهي الكورية الفريدة، مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. يُعتبر الطعام الكوري اليوم واحدًا من أشهر المطابخ العالمية، وقد اكتسب شهرة واسعة بفضل الدراما الكورية والبوب الكوري، مما ساهم في نشره عالميًا.
أراء المشاركين وتجربتهم في الأكاديمية
عبر العديد من المشاركين عن سعادتهم الكبيرة بالمشاركة في هذه الأكاديمية، حيث أتيحت لهم الفرصة ليس فقط لتعلم وصفات جديدة، ولكن أيضًا لفهم أعمق لثقافة الطهي الكورية والتقاليد التي تحيط بها. تقول إحدى المشاركات: “لقد كان من الرائع أن أتعلم كيفية تحضير أطباق كورية بنفسي. الآن يمكنني تقديم هذه الأطباق لأصدقائي وعائلتي في مصر.”
دور المركز الثقافي الكوري في نشر ثقافة الطعام
قال أوه سونج هو، مدير المركز الثقافي الكوري، إن الكوريين يولون اهتمامًا كبيرًا بمشاركة الطعام، وهو تقليد متجذر بعمق في ثقافة الأطباق الجانبية التي يتم تقديمها مع الوجبات ويتقاسمها الجميع على طاولة الطعام؛ وأشهرها الكيمتشي. بهذه الروح، يسعى المركز الثقافي الكوري من خلال تنظيم هذه الأكاديمية إلى مشاركة ثقافة الطعام الكوري وما يرتبط بها من عادات وتقاليد مع الجمهور المصري.
العلاقة بين المطبخ الكوري والمصري
على الرغم من الاختلافات الثقافية والجغرافية، تجمع بين المطبخين الكوري والمصري عناصر مشتركة عديدة، أبرزها الاعتماد على المكونات الطازجة والأساليب التقليدية في التحضير. كما أن كلا المطبخين يشددان على أهمية المشاركة الجماعية في تناول الطعام، مما يعزز الروابط الأسرية والاجتماعية. في السنوات الأخيرة، بدأ العديد من المصريين في اكتشاف وتجربة الأطباق الكورية بفضل انتشار الثقافة الكورية عبر الدراما والبوب، مما أدى إلى تزايد الاهتمام بالطهي الكوري في مصر. وعلى الجانب الآخر، أبدى الكوريون إعجابهم بالأطباق المصرية التقليدية مثل الفول والطعمية والكشري، مما يعكس تبادلاً ثقافياً غذائياً بين الشعبين. تعزز أكاديمية الطعام الكوري هذه العلاقة من خلال إتاحة الفرصة للمصريين لتعلم فنون الطهي الكورية وتقديمها بأصالة في منازلهم، مما يساهم في خلق جسور ثقافية جديدة بين البلدين.
من خلال أكاديمية الطعام الكوري، يقدم المركز الثقافي الكوري فرصة ذهبية لاستكشاف جماليات المطبخ الكوري وثقافته العريقة. تعد هذه الأكاديمية خطوة مهمة نحو تعزيز التبادل الثقافي بين كوريا ومصر، وتمثل جسرًا للتواصل بين الشعبين عبر فنون الطهي. في النهاية، يبقى الطعام هو اللغة العالمية التي يمكن للجميع فهمها والتفاعل معها، مما يعزز من التفاهم والتقارب بين مختلف الثقافات.