أمير قطر للأمم المتحدة: يجب انهاء معاناة الشعب الفلسطيني
نيويورك، 24 سبتمبر 2024 – ألقى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كلمة قوية أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، حيث تناول فيها القضايا المحورية التي تعصف بالمنطقة العربية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والدور القطري في الوساطة لحل الأزمات الإنسانية والسياسية.
افتتح الأمير كلمته بتهنئة رئيس الدورة التاسعة والسبعين، السيد فيليمون يانغ، متمنيًا له التوفيق في قيادة هذه الدورة الحاسمة. كما عبّر عن تقديره للسيد دينيس فرانسيس، رئيس الدورة السابقة، على جهوده الكبيرة. ثم أشاد الأمير بالدور الذي يقوم به الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تعزيز دور المنظمة الأممية وتحقيق أهدافها السامية.
العدوان على غزة: “جريمة إبادة جماعية”
خصص أمير قطر جزءًا كبيرًا من خطابه للحديث عن الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يجري ليس حربًا بالمعنى التقليدي، بل هو “جريمة إبادة جماعية” تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني. ووصف الأمير العدوان الإسرائيلي بأنه الأشد وحشية وانتهاكًا للقيم الإنسانية والمعايير الدولية، مشددًا على أن القرارات والإدانات الدولية لم تعد كافية، وأن الجرائم تُرتكب بلا رادع، حيث يدفع الأطفال والنساء وكبار السن الثمن الأكبر.
وأضاف الأمير أن الحديث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لم يعد مقبولًا في ظل الجرائم المستمرة التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين، محذرًا من أن الفشل في التدخل لوقف هذا العدوان يشكل فضيحة كبيرة للمجتمع الدولي.
القضية الفلسطينية: قضية لن تختفي
أكد الأمير تميم أن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها أو تهميشها، وأنها قضية شعب أصيل يتعرض للاحتلال والاستيطان. وأوضح أنه في كل عام كان يطرح هذه القضية أمام الجمعية العامة، محذرًا من مخاطر الاعتقاد بأن القضية يمكن أن تختفي دون حل عادل. وأكد أن الحل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة هو زوال الاحتلال الإسرائيلي أو الحصول على حقوق الفلسطينيين المشروعة.
وأشار الأمير إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي هو نتيجة لغياب الإرادة السياسية الحقيقية، والفشل الدولي المتعمد في حل القضية الفلسطينية. وأضاف أن هذا العدوان ألحق ضررًا كبيرًا بشرعية المجتمع الدولي وأسس النظام الدولي التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية.
جهود قطر في الوساطة والدعم الإنساني
ألقى الأمير الضوء على الدور الذي تلعبه قطر في الوساطة لإنهاء العدوان على غزة، مشيرًا إلى الجهود القطرية بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة التي أثمرت عن وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. كما شدد على أن قطر لن تتوقف عن تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق في ظل الحصار الخانق الذي يعاني منه منذ أكثر من 17 عامًا.
وأوضح الأمير أن قطر ترى أن الوساطة والعمل الإنساني هو التزام سياسي واستراتيجي في آن واحد، مشيرًا إلى أن بلاده لن تدخر جهدًا في تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، رغم التحديات الكبيرة والمحاولات المستمرة لتشويه جهود الوساطة.
دعوة لوقف العدوان وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
أكد أمير قطر في كلمته أن الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية يتطلب وقف العدوان الإسرائيلي فورًا، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وأضاف أن هذا الحل لا يخدم فقط الشعب الفلسطيني، بل يصب في مصلحة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.
وفي الختام، دعا الأمير المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. كما أعرب عن استعداد قطر للعمل مع شركائها الدوليين والأمم المتحدة لترسيخ دعائم السلام والأمن والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم.
ختام الكلمة
أنهى الأمير تميم بن حمد آل ثاني كلمته بالتأكيد على أن دولة قطر ستظل ملتزمة بالعمل على تعزيز حقوق الإنسان، وترسيخ دعائم السلام والتنمية المستدامة، ومواجهة التحديات العالمية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للجميع.
هذه الكلمة جاءت لتعكس الموقف القطري الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودورها الإنساني والدبلوماسي على الساحة الدولية، وتؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف العدوان وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.