كتبت: ايمان ابو العطا
ظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة نيتشر، ونُقلت بواسطة مجلات علمية متخصصة ووسائل إعلام دولية، تثبت أن أول ترويج لشجرة الكاكاو حدث في موقع سانتا أنا لا فلوريدا، بالاندا، الموجود في منطقة الأمازون في الإكوادور.
يحمل الوثيقة عنوان: “تاريخ مراجع لترويج شجرة الكاكاو في الحقبة ما قبل الكولومبية، كشفه النهج الأثريوجينومي”، حيث خلص فريق علمي مكون من 16 مؤسسة من 7 دول مختلفة إلى أن المنطقة الأصلية لاستخدام وترويج شجرة الكاكاو وأقاربها البرية يعود إلى أكثر من 5500 عام في منطقة الأمازون العالية في الإكوادور، أي قبل ما يقرب من 1500 عام من استئنافها في أمريكا الوسطى.
قام الفريق، بتنسيق من المركز الدولي للتعاون في البحوث الزراعية والتنمية (CIRAD) في فرنسا، والذي يضم علماء آثار وأنثروبولوجيين وجينيتيكيين وبيوكيميائيين، بتحليل الحمض النووي القديم والمركبات البيوكيميائية الحاضرة في بقايا الطعام من 352 كائن أثري من السيراميك. وقالت كلير لانوود، عالمة وراثية جزيئية في CIRAD والمؤلف الرئيسي للدراسة: “تنتمي هذه الأشياء إلى 19 ثقافة ما قبل الكولومبية يعود تاريخها إلى نحو 5900 إلى 400 عام في الإكوادور وكولومبيا وبيرو والمكسيك وبليز وبنما.” من بين الثقافات الـ 19 التي تمت دراستها، تظهر السيراميك من ثقافة فالديفيا (الإكوادور) ما يمكن أن يكون أول أشكال استخدام لشجرة الكاكاو.
أكد عالم الآثار فرانسيسكو فالديز، الذي شارك في الدراسة، أن “أصل شجرة الكاكاو هو الأمازوني وأثبتت انتشاره السريع إلى ساحل المحيط الهادئ، حيث تستقبله ثقافة فالديفيا وتساعد في نشره في جميع الثقافات الساحلية حتى عصر الفتح، وبطبيعة الحال، على طول الساحل والجانب الغربي للأنديز إلى كولومبيا وبنما وفي نهاية المطاف إلى المكسيك.”
يكمل هذا الاكتشاف البحوث السابقة، وخاصة تلك التي أجراها المعهد الفرنسي لأبحاث التنمية (IRD) في مرسيليا في عام 2018، حيث أكد أن أقدم آثار لاستخدام حبوب الكاكاو تعود إلى جنوب شرق الإكوادور الحالي – تحديدًا في سانتا آنا لا فلوريدا في بالاندا – التي تعود إلى 5500 عامًا.
شاركت وسائل الإعلام الدولية ذات الانتشار الواسع، مثل لوموند وديوتشه فيله، هذه المعلومات على الصعيد الدولي، حيث تم التعرف على الأصل الإكوادوري لشجرة الكاكاو. تشير هذه المقالات إلى أن “بعد تحليلهم، اكتشف العلماء أن انتشار شجرة الكاكاو بسرعة عبر طرق التجارة بعد استئنافه، حدث قبل خمسة آلاف عام في الإكوادور. تظهر الأدلة انتشار شجرة الكاكاو على ساحل جنوب غرب المحيط الهادئ لأمريكا الجنوبية وبعدها في أمريكا الوسطى، حتى وصولها إلى المكسيك بعد 1500 عام.”
نشرت الصحيفة البيروفية لا ريبوبليكا أيضًا مقالًا بعنوان: “لم يكن في المكسيك ولا بيرو: اكتشف البلد في أمريكا الجنوبية حيث ولدت شجرة الكاكاو”، حيث يشير إلى أنه “لفترة طويلة، كانت أصل شجرة الكاكاو لغزًا يثير فضول الباحثين. كان الاعتقاد الشائع أن هذا النبات الأصلي قد تم ترويجه في ميسوأميريكا. ومع ذلك، كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Scientific Reports عن تحدي هذا الاعتقاد. تكشف الدراسة أن السر الحقيقي لمكان ولادة شجرة الكاكاو يقع في أمريكا الجنوبية، تحديدًا في الإكوادور.”
تؤكد الاكتشافات العلمية المفصلة أن الإكوادور هي موطن شجرة الكاكاو، وأن حكومتها تقوم بتنفيذ سياسة لنشر هذه الخاصية. يسهم هذا الاكتشاف بشكل كبير في فهم التاريخ والعلم لتطور الزراعة وعمليات ترويج النباتات، والتي تعتبر حاسمة في تطور البشرية في أمريكا والعالم.