تنمية مستدامةقطرمصر

مداخلة السفير طارق الانصاري وتوصيات لاستدامة الزواج في العالم العربي

في فندق سانت ريجيس بالقاهرة، حيث تتناغم الأصوات وتلتقي العقول، شهدت العاصمة المصرية حدثاً استثنائياً جمع نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الأسرة والتنمية الاجتماعية. على مدار ثلاثة أيام، من 2 إلى 4 يوليو 2024، تبادلت الأفكار والرؤى حول تقرير “تقييم العلاقات الزوجية خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج في العالم العربي”.

إطلاق تقرير “تقييم العلاقات الزوجية”

نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة هذه الفعالية لإطلاق التقرير، بهدف دراسة مسببات التفكك المبكر لمؤسسة الزواج وتقديم توصيات لتطوير برامج تأهيل المقبلين على الزواج. حضر الفعالية شخصيات بارزة من مجالات الأسرة والتنمية الاجتماعية، إضافة إلى خبراء ومتخصصين من مختلف الدول العربية.

خلفية الفعالية

منذ عام 2017، تبنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مبادرة لإنتاج تقارير دورية حول حالة الأسرة في العالم العربي، بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة. تهدف هذه المبادرة إلى إثراء القاعدة المعرفية حول الأسرة وتعزيز السياسات الأسرية المبنية على الأدلة.

محاور الفعالية

ركزت الفعالية على عدة محاور رئيسية:

  1. مسببات التفكك المبكر للزواج: مناقشة الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى التفكك المبكر للعلاقات الزوجية في السنوات الخمس الأولى من الزواج.
  2. دور الشمولية والاستدامة في التنمية الحضرية: مناقشة كيفية جعل المدن صالحة للعيش لجميع السكان، وأهمية الشمولية والاستدامة في التنمية الحضرية.
  3. آليات دعم مؤسسة الزواج: استعراض أفضل الممارسات والبرامج الناجحة في دعم العلاقات الزوجية واستمرارها.
  4. مقومات استدامة مؤسسة الزواج: تحليل العوامل الاجتماعية والقيمية والقانونية التي تسهم في استدامة مؤسسة الزواج.

أهداف الفعالية

تهدف الفعالية إلى فتح حوار مع مختلف الأطراف المعنية حول الفرص والتحديات المتعلقة بالتوسع الحضري في مصر والعالم العربي، بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية والمقاومة المناخية، وتحسين الظروف المعيشية لسكان المدن. كما تسعى إلى الخروج بخطة عمل لتصميم برنامج تأهيلي للمقبلين على الزواج.

مراحل إعداد التقرير

  1. إعداد الاستبيان: تصميم استبيان يعتمد على الأطر النظرية ومراجعة الأدبيات ذات الصلة، وتوزيعه على عينة ممثلة من العالم العربي.
  2. تحليل البيانات: تحليل البيانات وكتابة التقرير من قبل فريق البحث في معهد الدوحة الدولي للأسرة.
  3. مراجعة النتائج: مراجعة النتائج من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتعميم التقرير على الجهات المعنية بالدول الأعضاء.
  4. عرض التقرير: عرض التقرير في الاجتماعات الرسمية واعتماده كوثيقة استرشادية للدول الأعضاء.

أبرز المتحدثين في الفعالية

في اليوم الأول، شهدت الفعالية الجلسة الافتتاحية التي تحدث فيها د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، ود. شريفة العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة. تبع ذلك جلسات نقاشية ضمت نخبة من الخبراء والمختصين.

في اليوم الثاني، تم استعراض تجارب عربية ناجحة في مجال دعم الأسرة، بمشاركة خبراء من الأردن، دبي، سلطنة عمان، وقطر.

أما اليوم الثالث، فتميز بالحدث الجانبي حول الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، حيث ألقى سعادة السفير طارق الأنصاري، سفير قطر بالقاهرة، مداخلته إلى جانب نخبة من الشخصيات البارزة.

مداخلة سعادة السفير طارق الأنصاري

أكد سعادة السفير طارق الأنصاري على التزام دولة قطر بتعزيز الرفاه الاجتماعي للأسرة ودورها المحوري في تنمية المجتمعات. وأعلن عن تنظيم معهد الدوحة الدولي للأسرة لمؤتمر دولي في الدوحة العام المقبل بعنوان “الأسرة والاتجاهات المعاصرة الكبرى”. وأشار إلى أهمية محاور المؤتمر التي تشمل التحولات الديموغرافية، التكنولوجيا الحديثة، التمدن والهجرة الدولية، والتغير المناخي.

وابرز ما جاء في المداخلة

 

الإعلان عن المؤتمر الدولي المقبل

يسعدني أن أعلن أن معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، سينظم مؤتمراً دولياً في الدوحة العام المقبل بعنوان “الأسرة والاتجاهات المعاصرة الكبرى”. سيجمع المؤتمر صناع السياسات، وممثلين لمنظمات غير حكومية، وخبراء في شؤون الأسرة، وأكاديميين، ومجموعة من الشباب لتبادل المعارف والخبرات لتعزيز دور الأسرة في تحقيق التقدم والازدهار في مختلف أنحاء العالم.

محاور المؤتمر

سيركز المؤتمر على أربعة اتجاهات رئيسية تشكل محط اهتمام الأمانة العامة للأمم المتحدة وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وهي:

  1. التحولات الديموغرافية: دراسة التغيرات السكانية وأثرها على الأسرة.
  2. التكنولوجيا الحديثة: تأثير التكنولوجيا على الأسرة وكيفية الاستفادة منها.
  3. التمدن والهجرة الدولية: تأثير الهجرة والتحضر على الأدوار الأسرية.
  4. التغير المناخي: الأزمات الإنسانية الناجمة عن التغير المناخي وتأثيرها على الأسرة.

أهداف المؤتمر

يهدف المؤتمر إلى تعزيز المناصرة الدولية للأسر ودعم نظام الأسرة من خلال تطوير السياسات والبرامج الداعمة، وعرض أفضل الممارسات الدولية والبحوث القائمة على الأدلة. كما يوفر منصات حوارية تجمع صناع السياسات والأكاديميين وممثلين عن الجهات المعنية لبحث السياسات الأسرية الفعالة.

التزام دولة قطر

تولي دولة قطر أهمية كبيرة للأسرة، وتجسد ذلك من خلال تعزيز الرفاه الاجتماعي القائم على الأسرة. نهدف إلى تطوير السياسات ذات الصلة بشكل مستمر، ونؤكد على جهودنا المشتركة لتنظيم مؤتمر دولي رائد يحتفل بمرور 30 عاماً على السنة الدولية للأسرة، ويعزز أهمية معالجة الاتجاهات العالمية الكبرى التي تؤثر على الأسرة.

دور معهد الدوحة الدولي للأسرة

منذ تأسيسه من قبل صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، عمل معهد الدوحة الدولي للأسرة على الارتقاء بالمعرفة حول الأسرة العربية من خلال تقديم البحوث والدراسات والدفاع عن قضايا الأسرة، وتعزيز ودعم السياسات الأسرية القائمة على الأدلة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

“نداء الدوحة” 2014

في عام 2014، دعا “نداء الدوحة” الصادر عن مؤتمر الدوحة الدولي حول الأسرة الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى تمكين الأسر من خلال الإسهام في التنمية المستدامة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

المحاور المستقبلية للمؤتمر الدولي

سيستكشف المؤتمر الدولي المقبل محاور متنوعة تشمل:

  • تأثير التطور التكنولوجي على الأسر.
  • التغير في الاتجاهات الديموغرافية.
  • الأزمات الإنسانية الناجمة عن التغير المناخي.
  • تأثير الهجرة على الأسرة.
  • تداعيات التوسع الحضري والعمراني على أدوار الأسرة ومسؤولياتها وهيكليتها.

رؤية قطر لمفهوم الأسرة

تلتزم دولة قطر بحماية الأسرة في إطار مؤسسي. منذ عام 1998، تم تأسيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة لضمان تفعيل السياسات الأسرية والحفاظ على القيم الأصيلة للتراث القطري. وفي عام 2013، أسست صاحبة السمو المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي لخدمة المجتمع القطري من خلال مراكزها المتخصصة في دعم الاستقرار الأسري.

استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024-2030

تهدف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة إلى تقوية الأسرة كلبنة أساسية في قوة المجتمع واستقراره. تؤكد الاستراتيجية على ضرورة الدعم الاجتماعي والاقتصادي للشرائح الأولى بالرعاية لضمان عدم التخلي عن أي فئة من فئات المجتمع.

الأدوار والمساهمات الدولية

تسعى دولة قطر لتعزيز العمل الشبكي العربي والدولي لحماية الأسرة من التحديات المعاصرة، مما يعكس التزامها بدعم الأسرة على المستويين الإقليمي والدولي.

أشكركم جميعاً على حضوركم ومشاركتكم الفعالة. نأمل أن تثمر جهودنا المشتركة في تعزيز الرفاه الأسري وتحقيق التقدم والازدهار لمجتمعاتنا. نتطلع إلى لقائكم في المؤتمر الدولي المقبل في الدوحة.

تعد هذه الفعالية خطوة مهمة نحو تطوير برامج تأهيل المقبلين على الزواج وتحسين الظروف المعيشية للأسر في العالم العربي. من خلال الحوار والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية، نسعى لتحقيق الاستقرار الأسري والتنمية المستدامة في مجتمعاتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى