مكتب الإعلام الدولي: حقيقة ادعاءات وول ستريت حول دور قطر في دعم القضية الفلسطينية

في مقال نُشر في 28 فبراير 2025 بعنوان “لماذا يكافح القادة العرب للاتفاق على دور حماس المستقبلي في غزة” في صحيفة “وول ستريت جورنال”، أُشير إلى أن قطر اعترضت على دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحضور القمة العربية في الرياض، بحجة ضرورة دعوة حركة حماس أيضًا.
ردًا على ذلك، أصدر مكتب الإعلام الدولي القطري بيانًا في 1 مارس 2025 نفى فيه هذه الادعاءات، مؤكدًا أنها غير مسؤولة ولا أساس لها من الصحة، وتعتمد على معلومات غير موثوقة من مصادر سابقة دون التحقق منها مع الجهات المعنية.
وأكد البيان أن قطر تُعتبر من أكبر الداعمين للسلطة الفلسطينية لسنوات عديدة، حيث عملت معها بشكل وثيق في العديد من القضايا والمبادرات المستمرة. وأشار المكتب إلى أن هذه التقارير تفتقر للمصداقية، وليست المرة الأولى التي يوجه فيها كُتّاب المقال اتهامات قد تكون لها تبعات خطيرة دون الالتزام بالمعايير الصحفية المهنية. وأضاف أن مثل هذه التقارير تتعارض مع الاحترافية التي اعتادت عليها الصحيفة وصحفييها.
من المهم الإشارة إلى أن القمة العربية الأخيرة في الرياض شهدت مشاركة العديد من القادة العرب، بما في ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث تم مناقشة قضايا إقليمية مهمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
موقف قطر الثابت تجاه القضية الفلسطينية
لطالما أكدت دولة قطر على دعمها الثابت للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشددةً على ضرورة تحقيق الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وقد كرّست قطر جهودها، سواء عبر القنوات السياسية أو الاقتصادية، لتعزيز الموقف الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية.
رويترز
الدعم الاقتصادي والإنساني
تُعَدّ قطر من أكبر المانحين للفلسطينيين، حيث قدمت مساعدات مالية بمليارات الدولارات عبر صندوق قطر للتنمية ولجنة إعادة إعمار غزة. لم تقتصر هذه المساعدات على الإغاثة الطارئة فحسب، بل شملت أيضًا مشاريع بنية تحتية وإعادة إعمار في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى دعم ميزانية السلطة الفلسطينية مباشرةً. وقد تم تنفيذ هذه المشاريع بالتنسيق مع الجهات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
الدور الدبلوماسي والوساطات الدولية
لعبت قطر دورًا محوريًا كوسيط في النزاعات الإقليمية، لا سيما بين إسرائيل وحماس، حيث ساهمت جهودها في تحقيق عدة هدنات وتقديم مساعدات إنسانية في ظل الحروب المتكررة على غزة. في يناير 2025، قادت الوساطة القطرية إلى فتح معبر إنساني في رفح وتحرير رهائن محتجزين لدى حماس، ما يعكس النفوذ الدبلوماسي الذي تتمتع به الدوحة في المنطقة.
قطر والسلطة الفلسطينية
على عكس ادعاءات وول ستريت جورنال، فإن قطر لطالما كانت داعمًا رئيسيًا للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس. ففي تصريحات رسمية، أكد رئيس الوزراء القطري أن بلاده تأمل في عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بمجرد انتهاء الصراع، مشددًا على أن مستقبل الحكم في القطاع يجب أن يقرره سكانه بأنفسهم.
فينانشال تيمز
https://www.ft.com/content/0d9dc942-96f1-4f37-819f-a9668b3d168c?utm_source=chatgpt.com
الضغوط الدولية على قطر
رغم الدور الإيجابي الذي تلعبه قطر، إلا أنها تعرضت لضغوط دولية متزايدة بشأن علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس. ففي ديسمبر 2024، أفادت تقارير بأن قطر طلبت من بعض قادة حماس مغادرة أراضيها استجابةً لضغوط أمريكية، في ظل تعثر مفاوضات تبادل الأسرى. يعكس هذا التحرك توازن قطر بين دورها كوسيط دبلوماسي والتزاماتها الدولية.
محاولات تشويه الدور القطري
المزاعم التي نشرتها وول ستريت جورنال حول قطر تفتقر إلى الأدلة القاطعة، وتعكس محاولات متكررة للتشكيك في دور الدوحة في دعم القضية الفلسطينية. فبينما تقدم قطر مساعدات سياسية، اقتصادية، وإنسانية للفلسطينيين، تحاول بعض الأطراف تصوير دورها بشكل مغاير. ويبقى الواقع أن قطر لا تزال من أبرز الدول التي تدعم الفلسطينيين في مساعيهم نحو الحرية والاستقلال.