ثقافةدبلوماسي اليوممنظمات

مليح باروت: الاجتماع العاشر لشبكة الدبلوماسية العامة العالمية يضع رؤية للمستقبل

برزت الدبلوماسية الثقافية مؤخرا كمحرك أساسي لتعزيز التعاون والتفاهم الدوليين، حيث تأسست شبكة الدبلوماسية العامة العالمية (GPDNet) عام 2014، على يد 9 مؤسسات رائدة من كوريا الجنوبية وتركيا والفلبين والسويد وتايوان (الصين) ونيجيريا وبولندا والبرتغال وسنغافورة، وهي تعتبر منصة رائدة تجمع مؤسسات الدبلوماسية العامة والثقافية من 28 دولة عبر 5 قارات.

تُعد الشبكة العالمية للدبلوماسية العامة (GPDNet) مركزا للتعاون الثقافي، والتواصل بين الشعوب. ومن خلال المعارض، والحفلات الموسيقية، وعروض الأفلام، والمهرجانات الثقافية، وبرامج التبادل، تعمل الشبكة بنشاط على تعزيز التفاهم المتبادل والتبادل الثقافي المستدام.

ومع توسع نطاقها، تستعد الشبكة أيضا لإطلاق أكاديمية GPDNet، وهي مبادرة تهدف إلى تدريب محترفي الدبلوماسية العامة المستقبليين وتشكيل الجيل القادم من السفراء الثقافيين.

وعقدت الجمعية العامة لشبكة الدبلوماسية العامة العالمية (GPDNet)، اجتماعها العاشر بالدوحة في قطر في فبراير الماضي، وجمع نخبة من المؤسسات الثقافية، والدبلوماسيين، وخبراء الدبلوماسية العامة والثقافية، والصحفيين، وصانعي السياسات من جميع أنحاء العالم. واستضافت قرية كتارا الثقافية، الحدث.

وقال الدكتور مليح باروت، باحث في الدراسات الاستراتيجية وعلوم الاتصال، ومتخصص في الاتصالات الاستراتيجية والعلاقات المدنية العسكرية ودراسات السلام، إن “أنور جيديك” مدير معهد يونس إمره بالدوحة، مثّل المعهد في الاجتماع العاشر للجمعية العامة. وأضاف أن المعهد يعتبر أحد الأعضاء المؤسسين لشبكة الدبلوماسية العامة العالمية، حيث تأسس معهد يونس إمره عام 2014، وترأس شبكة الدبلوماسية العامة العالمية من عام 2016 إلى عام 2019، ولعب دورا رئيسيا في صياغة المبادرات الأولى للشبكة.

وأوضح الدكتور مليح، في مقاله المنشور في صحيفة “تركيا اليوم”، أن من أبرز الجلسات في الجمعية كانت جلسة بعنوان “الدبلوماسية العامة القادمة: اتجاهات جديدة وتهديدات جديدة”، أدارتها مريم السعد، الأمينة العامة للشبكة العالمية للدبلوماسية العامة، وفيها تم استعراض المشهد المتطور للدبلوماسية العامة والثقافية، واستكشاف الفرص والتحديات ضمن هذه المنظومة الجديدة، مقدما رؤى قيّمة لتوجيه جهود شبكة الدبلوماسية العامة والثقافية في مجال المشاركة الثقافية على نطاق أوسع.

وأكمل: بالإضافة إلى ورشة عمل إعلامية تفاعلية بعنوان “تأثير الإعلام: بناء بيئات إيجابية لمستقبل عالمي مشترك”، لاستكشاف الدور المتطور لوسائل الإعلام في تعزيز التفاهم العالمي والتواصل بين الثقافات. وأشار إلى عقد جلسة لاستكشاف استراتيجيات مبتكرة لإشراك الجماهير بفعالية وكفاءة من خلال وسائل الإعلام، حيث تبادل الخبراء فيها الأفكار حول الاستفادة من التقنيات الناشئة، وتصميم محتوى يناسب الثقافات المتنوعة.

وقال إن من أهم التطورات التي شهدها الاجتماع، إعادة انتخاب قرية كتارا الثقافية بالإجماع رئيسا لشبكة GPDNet للفترة 2025-2028.

ولفت الدكتور مليح، في مقاله، إلى أن الاجتماع العاشر للجمعية العامة لشبكة الدبلوماسية الثقافية العالمية (GPDNet)، ركّز على إعادة توجيه المؤسسات، وإصلاح الحوكمة، وتوسيع نطاق مبادرات الدبلوماسية الثقافية العالمية.

وأوضح أن من أهم نتائج الاجتماع الموافقة على إنشاء أكاديمية الدبلوماسية الثقافية العامة التابعة لشبكة الدبلوماسية الثقافية العالمية، وهي مبادرة مُخصصة لبناء القدرات وتنمية المهارات القيادية في مجال الدبلوماسية العامة، موضحا أن هذه الأكاديمية ستكون بمثابة مركز لتدريب الدبلوماسيين الثقافيين المستقبليين، وتعزيز تبادل المعرفة، وتزويد المهنيين بمهارات التفاعل الرقمي والتواصل بين الثقافات.

واستطرد أن من النتائج الرئيسية الأخرى للجمعية العامة، اعتماد رؤية شبكة الدبلوماسية الثقافية العامة (GPDNet) لعام 2030، وهي إطار عمل استراتيجي سيُحدد مسار الشبكة خلال العقد المقبل. وستكون هذه الرؤية بمثابة خارطة طريق لتعزيز الحوكمة، وتوسيع نطاق التواصل، ودمج مناهج جديدة في ممارسات الدبلوماسية الثقافية والعامة التي تتبعها شبكة الدبلوماسية الثقافية العامة.

ونوه بأنه في العقد المقبل، سيكون ضمان استمرارية أهمية شبكة الدبلوماسية العامة الدولية (GPDNet) وقدرتها على مواكبة المشهد المتطور للدبلوماسية العامة والثقافية أولوية رئيسية، متابعا أنه “بفضل إطار عمل أكثر تنظيما وفعالية وتأثيرا عالميا، تُعدّ شبكة الدبلوماسية العامة العالمية (GPDNet) جاهزة لرسم ملامح مستقبل الدبلوماسية العامة والثقافية، مُساهمةً في بناء عالم ينعم بالسلام والازدهار والتقدم، مُركّزًا على الإنسان.

يشار إلى أن الدكتور مليح باروت، باحث في الدراسات الاستراتيجية وعلوم الاتصال، متخصص في الاتصالات الاستراتيجية، والعلاقات المدنية العسكرية، ودراسات السلام. شغل سابقًا منصب ضابط في القوات الجوية والأمين العام للشبكة العالمية للدبلوماسية العامة، وقاد برامج في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وشبكة GPDNet. والدكتور باروت خبير في استراتيجيات الإعلام وتشكيل السرد، وتُنشر مقالاته في وسائل الإعلام الوطنية والدولية، جامعًا بين الرؤية الأكاديمية والواقع العملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى